ابحث على الانترنت

Pina Slimmer

Sunday, March 23, 2008

لماذا لا يرد الازهر على موضوع تنصير الامام الاكبر الفحام


جريدة الأسبوع : تنصر الدكتور محمد الفحام كذب
التاريخ: السبت 21 أبريل 2007
الموضوع: متفرقات أخبارية



آلاء حمزة

حصلت 'الأسبوع' علي نسخة من الفيلم الإذاعي 'المسيح والأزهر'، الذي جدد ملفا حساسا، يتعلق بتنصير احد مشايخ الأزهر السابقين، كما يثير الفيلم جدلا في ظل الأسماء والجهات التي تولت تمويله، وتسويقه.
يتهم الفيلم الدكتور محمد الفحام، شيخ الأزهر الأسبق بالردة عن الدين الاسلامي، وانه تحول قبل أيام قليلة من وفاته إلي الدين المسيحي، ويزعم الفيلم أن 'الفحام' تيقن الإيمان من قلبه و ظهرت له معجزات المسيح فدخل في المسيحية و أن الرئيس 'السادات' أجبره علي الخروج من مصر لعدم إثارة البلبلة نظرا لحساسية وضعه ومكانته الدينية، وانه غادر مصر بلا رجعة، ومات ودفن في أوربا.



وتروج للفيلم العديد من المواقع القبطية الإلكترونية، وفيما عرف عن بعض هذه المواقع الهجوم الدائم علي الدين الاسلامي، فإن المفارقة تبدو في قيام مواقع أخري تعلن انتماءها الصريح للولايات المتحدة الأمريكية، عبر وضع 'بدج' العلم الأمريكي علي الصفحة الرئيسية لها.
الفيلم 'المشبوه'، الذي أشرف علي إنتاجه وتوزيعه إحدي شركات المشروبات العالمية (ب.ك)، يرسخ فكرة انتقال الدكتور 'الفحام' من الإسلام إلي المسيحية، وهو الموقف الذي حاولت العديد من مواقع ومدونات التبشير والتنصير علي الإنترنت، وعلي رأسها 'موسوعة أقباط مصر .. وزكريا بطرس..وناهد المتولي' التأكيد علي أن 'الفحام' تم تعميده علي يد المتنيح الأنبا 'بيمن'، وربطت الموسوعة بين إعفاء الإمام الأكبر الأسبق (الفحام) من مشيخة الأزهر، وقضية انتقاله إلي الدين المسيحي، وقرار مغادرته لمصر، طالبا حق اللجوء الديني (هو وأسرته) لإحدي الدول الأوربية و أن ابنته لا تزال موجودة هناك حتي الآن، خوفا من كشف القضية التي تعلم كل تفاصيلها بحسب زعم الفيلم.
وتوضح المعلومات أن مشاهد الفيلم تم تصويرها بين مصر وإثيوبيا، وأن 'الفحام' قد وصل لدرجة من الإيمان بالمسيحية، جعلته يخرج من ظلمات الإسلام بعد أن شفي المسيح ابنته التي أصيبت بمرض خبيث وقرر الأطباء استحالة شفائها بدون عملية جراحية لاستئصال هذا الورم.
وتعرض التفاصيل الأولي للفيلم مولد الدكتور 'الفحام' في مدينة الإسكندرية منتصف سبتمبر 1894 في أسرة مسلمة متدينة، عهدت به إلي من يتولي تحفيظه القرآن وعندما أتمه وجوده ألحقته الأسرة بالمعهد الديني بالإسكندرية وكان تلميذا نجيبا للشيخ سليم البشري (أحد مشايخ الأزهر) وبعد تخرجه عمل مدرسا بالمعهد حتي اختاره الشيخ 'البشري' للسفر في بعثة إلي فرنسا .
سافر 'الفحام' وأسرته وطالت إقامته هناك بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية فواصل دراسته وحصل علي الدكتوراه من جامعة 'السربون' وبعد عودته لمصر تدرج في المناصب حتي صدر قرار جمهوري بتعيينه شيخا للأزهر عام 1969، خلفا للشيخ حسن المأمون.
وتستطرد تفاصيل الفيلم أن الدكتور 'الفحام' أثناء توليه مهام مشيخة الأزهر مرضت ابنته بمرض خطير عجز الأطباء في مصر عن علاجه فأخذها أبوها لتعالج في أحد مستشفيات أوربا 'المسيحية الكاثوليكية' وبالتحديد في فرنسا وقد شخص الأطباء حالتها بأنها ورم خبيث ووضعتها إدارة المستشفي في القسم المخصص لمثل هذه الحالات، ووجد 'الفحام' صليبا كبيرا معلقا بالحجرة فوق السرير الذي تنام عليه ابنته فطلب أن يرفع الصليب لأنه شيخ للأزهر ويظهر شكل للصليب علي الحائط وصوت رجل وهو يقول:صليب..صليب في حجرة ابنتي ..إما أن ترفعوا الصليب أو تضعوا ابنتي في حجرة أخري لا يوجد بها صليب' فيرد عليه صوت مجهول:أن كل حجرات المستشفي موجود بها صلبان، وأن هذا هو نظام المستشفي، ولا يمكن رفع الصليب من أي حجرة.
ونامت ابنته، ونام هو علي كرسي بجوارها ويظهر أحد مشاهد الفيلم الفتاة التي تبلغ من العمر 12 عاما وهي مستغرقة في النوم، تحلم بالمسيح الذي يظهر لها في ملابس بيضاء، يقترب منها ويضع يده علي مكان الورم قائلا: 'انهضي يا بنتي لقد شفيتي'، وترد الفتاه في المقابل: هل أنت دكتور.. حتي الدكاترة في المستشفي قالوا لنا بعد الفحص إنني في حاجة إلي عملية جراحية؟. فيقول لها الرجل:أنا يسوع المسيح الذي كان والدك يريد رفع صليبه من الحجرة..أنتم ستؤمنون بي، ووالدك سوف يبشٌر بي.
وتضيف التفاصيل ان ابنة 'الفحام' استيقظت من النوم وشعرت بأنها إنسانه جديدة ووضعت يدها علي مكان الورم فلم تجد شيئا، فأيقظت أباها من النوم وهي تهتف بصوت مرتفع:لقد ذهب الورم يا أبي. ويصرخ فيها الأب: هل جننت إزاي يا ابنتي..أنت مريضة؟ فترد بابتسامة :لقد شفيت..يسوع المسيح الذي كنت تريد نزع صليبه من الحجرة جاء وشفاني..أرسل للأطباء كي تتأكد.
ويزعم الفيلم أن الشيخ 'الفحام' طلب من الأطباء الكشف علي ابنته وعقب إجراء الأشعة تأكد لهم أنها سليمة!!!
ويعرض مشهدا يبدو فيه الشيخ 'الفحام' نائما، ويظهر الإنجيل في السماء ومعه ملاك يدعوه لإتباعه ليخرج من الظلمات إلي النور.
وتضيف المشاهد أن الفحام خشي علي نفسه وأولاده وانتقل للمسيحية.. وعاد إلي مصر وقص علي الرئيس السادات ما حدث له ولابنته، وخوفا من البلبلة أعفاه 'السادات' من منصبه وطالبه بمغادرة البلاد بلا عودة، ويسمع صوت 'السادات' في الفيلم وهو يقول: 'عيب يا فحام..دا أنت شيخ الأزهر يا أخي'!
وعقب بحث مضني عن أسرة الشيخ 'الفحام' في مصر، اكتشفت 'الأسبوع' أن أسرة الشيخ لم يتبق منها علي قيد الحياة سوي ابنه الأصغر 'محمود' المدير السابق بأحد البنوك (يقيم في الإسكندرية) وابنته 'إحسان' (تقيم في القاهرة) .
واستنكر محمود الفحام، ما يشاع ويتردد عن والده وأكد ل'الأسبوع': 'كنت دائما ملاصقا لوالدي في سفره وترحاله وقد ترك والدي منصبه ­مشيخة الأزهر­ عام 73 نظرا لظروف السن ­80 عاما­ ولم يحدث مطلقا أن أصيبت إحدي شقيقاتي بورم خبيث، وكل ما يتداول في هذا الشأن كذب وافتراء لأن والدي توفي بالإسكندرية ودفن بمقابر الأسرة وصلي عليه شيخ الأزهر الأسبق 'عبد الرحمن بيصار' وهناك دليل حي فأنا وشقيقتي موجودان بمصر.
وأضاف: لقد قدم والدي الكثير للإسلام حيث أسس أول مسجد بمنطقة 'بردوا' جنوب غرب فرنسا أثناء بعثته لفرنسا، وكان رجلا شديد القرب من ربه وعلي وعي كبير بأحكام الإسلام لدرجة أنه أقنع أستاذه الفرنسي بالإسلام وهو لايزال حديث السن أثناء 'الحرب العالمية الثانية' وحتي بعد أن ترك منصبه كان الأزهر يوفده كداعية للإسلام في عدة دول منها ( أندونيسيا ­ ماليزيا ­ اليابان ­ إيران) وكان شديد الغيرة علي الإسلام وصاحب مقولة 'كلما تقدم العلم أثبت جمال الإسلام ورقيه'.
وأعلن محمود الفحام أنه لن يتخذ أي موقف تجاه من يحاولون النيل من والدة الإمام الأكبر (الفحام) لأن تاريخ والده يدافع عنه، فهو معروف للجميع، حتي مع غثاء العابثين الذين يرددون الافتراءات حوله وحول الأزهر.
وأبدي الدكتور 'محمود جامع' الكاتب السياسي صديق الرئيس الراحل السادات ل'الأسبوع' أسفه الشديد من تلك الشائعات التي تلاحق الدكتور'الفحام' بعد وفاته مشيرا إلي أنه كان قريبا من 'الفحام' ويعلم جيدا مكانته بين رجال الأزهر الذين قدموا العديد والعديد للإسلام وأنه من أعلام اللغة العربية والنحو وكان من شيوخ الأزهر القلائل الذين شغلوا عضوية المجمع اللغوي .
وأضاف: أنه كان ينتمي لأسرة بسيطة من مدينة الإسكندرية، وكان السادات يحبه، لكنه تولي المشيخة في سن كبيرة بقرار جمهوري عام 1969 من الرئيس 'عبد الناصر' وظل شيخا للأزهر حتي عام 1973 عندما بلغ 80 عاما فتقدم بطلب للسادات ليعفيه من منصبه وأنا شاهد علي تلك الواقعة واستجاب السادات لطلبه نظرا لعوامل السن والشيخوخة لكن السادات لم يجبره علي الاستقالة إطلاقا..والكلام حول دخوله في المسيحية لا أساس له من الصحة وقد توفي 'الفحام' بالإسكندرية ودفن بها.


آلاء حمزة

No comments:

Post a Comment

Linkwithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...