ابحث على الانترنت

Pina Slimmer

Friday, February 13, 2009

المواقف التي تهز المؤمن

ومن المواقف التي تهز المؤمن موقف يعقوب -عليه السلام- في الشكوى إلى الله، والناس يتفاوتون تفاوتاً عظيماً في إدراك ما تضمنه هذه المواقف من معانٍ إيمانية، فمن الناس من يمر عليها دون أن يفقه منها شيئاً أو يأخذها كقصة يتسلى بها، ولكن هذه المواقف تهز وجدان المؤمن.

نتناول موقف يعقوب -عليه السلام- حين جاءه خبر قاس شديد، وهو خبر ابنه الثاني، أنه أُخذ رقيقاً، وأنه قد سرق، وهذه أشد، وهو يعلم عنه أنه لا يمكن أن يكون كذلك، ثم بعد ذلك أنه قد أصبح عبداً ولن يعود إليه ثانية، فقد أخذه عزيز مصر أسيراً لديه، بعد أن أقر إخوته بأن الشريعة عندهم أن من سرق شيئاً فهو جزاؤه، والتزموا له بذلك، وما يظنون أن أحداً منهم يسرق، خاصة بنيامين الابن الحبيب الثاني إلى يعقوب -عليه السلام-، الذي كان يسلي له نفسه عن ابنه يوسف أكرم الناس، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله) رواه البخاري.

فكان يسلي نفسه به، فإذا به يأتيه خبر شديد، كيف يمر عليه؟ وكيف يصدقه؟ وهو لابد أن يكذب. (يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ)(يوسف:الآية81). ما كنا نعلم ذلك حتى لا نلتزم بأنه يكون رقيقاً (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا). ومن أين ليعقوب أن يسأل بعد الكبر؟ فهل سوف يذهب إلى مصر ليتحقق من صدق بنيه؟! ثم يعلمون أنه لا يفعل ذلك (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) (يوسف:82)، وهذه أقرب ليعلم صدقهم، لكن كان الأمر أبعد من أن يكون هناك محاولة للتجربة. وليس فقط أنه فقد ابنه الثاني، بل والثالث لم يرجع حيث قال: (فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)(يوسف: الآية80).

فتجدد عنده الحزن القديم، والعجيب أن يصيب يعقوب -عليه السلام- حزن وهم وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم، وهو كريم على الله -تعالى-، وله من المنازل العالية والفضائل السامية ما يرفعه إلى أعلى المقامات، مقامات الأنبياء والرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام-، لكن يقدر الله -تعالى- له من الحزن والألم يا يجعلك في أي موقف من مواقف حياتك إذا وجدت ألماً وحزناً فقارنته بما أصابه يتضاءل أمرك ويتضاءل حزنك بالنسبة إلى ما أصاب يعقوب.

ولحديثنا بقية بإذن الله تعالى

No comments:

Post a Comment

Linkwithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...