ابحث على الانترنت

Pina Slimmer

Monday, March 9, 2009

علاج سوء الخلق





علاج سوء الخلق

نحن كلنا -أيها الإخوة والأخوات - على تقصير في هذا الجانب, ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بحسن الخلق:

تقوية الإيمان بالله

أول شيء من وسائل العلاج: تقوية الإيمان بالله وسلامة العقيدة وقوة الصلة بالله والاحتساب, احتساب أن الخلق دين, وأن الخلق عقيدة وتربية وسلوك وتعامل, فأنا عندما أعرف أنني عندما أكون ذا خلق حسن أجد عليه ثواباً من الله سبحانه وتعالى يحملني هذا إلى أن أتحلى بحسن الخلق, وأتخلق بحسن الخلق طلباً للأجر والثواب وهذا بدءاً من المعتقد.


الـــــدعــــاء

ومن وسائل العلاج: الدعاء: أن تدعو الله سبحانه وتعالى أن يهبك خلقاً حسناً, وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق, لا يهدي لأحسنها إلا أنت, واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت), كان يدعو الله أن يهديه لأحسن الأخلاق وهو من شهد الله له بأنه على خلق عظيم, فالأولى بالدعاء أنا وأنت، فاجعل هذا الدعاء في صلاتك وفي سجودك, وفي ليلك, وبين الأذان والإقامة, فالدعاء هذا من أعظم وسائل العلاج لسوء الخلق.


النظر في عاقبة سوء الخلق

أيضاً من وسائل العلاج: النظر في عاقبة سوء الخلق: تأمل وتدبر وفكر في العاقبة والمآل الذي يجر إليه سوء الخلق؟! وستجد دائماً أن سوء الخلق يؤدي إلى أسوأ العواقب: أولاً: كراهية الله سبحانه لك, وكراهية الرسول لك, وكراهية الصالحين لك, وقربك من النار, وبعدك عن الجنة, وكراهية الخلق, فلماذا تعمل على أن تكون مكروهاً عند الله وعند خلقه؟ العاقبة وخيمة, والنهاية والمآل سيئ, فإذا فكرت حملك التفكير على أن تصحح من مسارك وتصلح من وضعك بحيث تجتنب سوء الأخلاق ومظاهره وصوره، وتعمل على أن تكون في مكارم الأخلاق وفي أحسن الأخلاق حتى تصل إلى النهايات الجيدة وإلى العواقب الحميدة.


الصـــبـــــر

من وسائل العلاج: الصبر: والصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد, وقد جاء الأمر به في القرآن الكريم في أكثر من تسعين موضعاً، والله تعالى يقول للرسول صلى الله عليه وسلم: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل)ِ [الأحقاف:35] ويقول سبحانه: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10], فتحلى دائماً بالصبر؛ لا تكن سريع الانفعال, وإنما اصبر واكتم وتبين وتأكد واستوضح حتى تجمع المعلومات، ثم فكر وأنت تتخذ القرار في النهايات والعواقب، وهل القرار هذا سيكون محمود النتائج أم نتائجه سيئة؟ وما هي النتائج والعواقب؟ فهذا الصبر يهديك إليه, والعجلة والانفعال والسرعة في اتخاذ القرار وعدم الصبر يؤدي دائماً إلى الندامة.


الترفع عن السباب

ومن وسائل العلاج: الترفع عن السباب, إذا سبك أحد فلا تنـزل إلى مستواه, يقول الشافعي رحمه الله:
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد حماقة فأزيد حلمــاً كعود زاده الإحراق طيباً

العود الأصلي -العود الأزرق- كلما زدت في إحراقه كلما زادت ريحته, كذلك الرجل الصالح صاحب الخلق الكريم؛ كلما زدت في إزعاجه كلما ظهر حلمه, ودخل عليه مرة رجل وهو في مجلسه فسبه وشتمه وأقذع له في القول, فلم يرد عليه الشافعي بكلمة, فلما خرج الرجل قالوا: يا إمام! ألا دافعت عن نفسك؟ فرد عليهم بثلاثة أبيات يقول لهم:
قالوا سكت وقد عوتبت فقلت لهم إن الجواب لباب الشر مفتاح

والصمت عن جاهل أو أحمق شـرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح

أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة والكلب يخزى لعمري وهو نباح

الكلب ينبح طوال الليل لكن هل يخاف منه أحد؟ والأسد ساكت لا يقول ولا كلمة ولكن الناس تخاف منه، فلا تكن كلباً نباحاً, والآخر يقول:
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار

يقول: لو كلما نبح كلب رميته بحجر لأكملت الحجارة, وأصبحت الحجارة غالية والصخرة بمثقال! لكن لا ننتبه ولا نتأثر بنبح الكلاب. فعليك يا أخي الكريم! أن تكون مترفعاً عالي الهمة, يقولون في المثل: ما يضير السحاب نبح الكلاب، وهذا مثل عند العرب، وما كنت أعرف سبباً لهذا المثل إلى أن قرأت في كتاب الحيوان للجاحظ عن عادات الكلاب، يقول: إن الحيوان الوحيد في الأرض الذي يكره المطر هو الكلب, جميع المخلوقات تحب المطر, الإنسان يحب المطر, البهائم تحب المطر, الطير تحب المطر؛ لأن حياتها على الله ثم المطر, إلا الكلب؛ إذا رأى السحاب قام ينبح, يريد السحاب أن يتراجع، لماذا؟! قالوا: لأن المطر إذا نزل تبلل جلد الكلب, وإذا تبلل جلده انبعثت منه رائحة كريهة تؤذي الكلب حتى يود أن ينسلخ من جلده, فلا يريد المطر, لكن هل يتأثر السحاب من نبح الكلاب؟ هو ينبح يريد السحاب أن يذهب لكن السحاب لا يتأثر، وكذلك أنت كن كالسحابة لا تتأثر بما تسمع من سباب أو من شتائم، وإنما اصفح وأعرض عن الجاهلين.


مصاحبة الأخيار ومجالستهم

من وسائل العلاج: مصاحبة الأخيار والارتباط بهم ومجالستهم, حتى تكتسب شيئا ًمن صفاتهم, وتتعرف على شيء من أخلاقهم, وبهذا تكون مثلهم, يقول الناظم:

ولا تصحب أخا الفسق وإياك وإياه فكم من فاسق أردى مطيعاً حين آخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما المرء ما شاه وللناس على الناس مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب دليل حين يلقاه

فعليك أن تبحث عن الرفقة الصالحة وعن الأخيار, وأن تجلس معهم وأن تصاحبهم حتى تكتسب شيئاً من صفاتهم, ومن أخلاقهم. وأيضاً من وسائل العلاج: الحلم, وهو سيد الأخلاق, والحلم هو أن تتمهل وتتثبت، يقول النبي صلى الله عليه وسلم للأحنف بن قيس : (إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة), الحلم: أن تحلم ولا تستعجل ولا تتسرع، وهذا يحملك باستمرار إلى النتائج الطيبة, لا يوجد أحد ندم على الحلم وعلى التثبت, لكن كم ندم من أناس على السرعة وعلى الانفعال. هذه -أيها الإخوة- مجمل الأسباب والوسائل التي يمكن للإنسان أن يكون بها حسن الخلق, وأن يجتنب سوء الخلق. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا إلى أحسن الأخلاق, وأن يجنبنا سيئ الأخلاق, وأن يوفقنا لصادق الإيمان وصالح الأعمال

جزء من محاضرة سوء الخلق للشيخ سعيد بن مسفر
من موقع الشبكة الاسلامية
منقووووووو للفائدة

No comments:

Post a Comment

Linkwithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...