الزواج المسيار أو زواج الإيثار هو أن يعقد الرجل زواجه على امرأة بشكلٍ شرعي و لكن تتنازل المرأة عن بعض حقوقها، و جاءت تسميته في كلام العامة لتمييزه عن الزواج العادي المتعارف عليه، و بشكلٍ عام اختلف أهل العلم في حكم هذا النوع من الزواج، حيث أباحَه قسم كبير من الفقهاء، و قسم آخر أباحه مع الكراهة إلى المنع، فمثلاً لم يقل أحدهم أنّ زواج المسيار هو زواج باطل، وإنما حذروا منه و منعوه لما يترتب عليه من مفاسد تتعلق بالمرأة و الرجل و المجتمع ككل.
أسباب الزواج المسيار
زيادة نسبة العنوسة عند النساء بسبب عدم قدرة الشباب على تأمين تكاليف الزواج المختلفة كالمهر، و زيادة نسبة الطلاق، لهذا ترضى بعض النساء أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة و تتنازل عن بعض حقوقها.
حاجة بعض النساء للبقاء مع عائلاتهنَّ فمثلاً قد تكون المرأة هي المسؤولة عن إخوانها و أخواتها في منزل والدها، و قد تكون مصابة بمرض أو إعاقة ولا يرغب أهلها تحميل شريك حياتها تكاليف باهظة، وقد يكون لديها أطفال ولا تستطيع الابتعاد عنهم. شعور بعض الرجال بالمتعة والرغبة، و حاجتهم للمتعة و التنوع دون التأثير على عائلاتهم و زوجاتهم، و رغبة بعض الرجال في تحقيق العفة لنساء يرغبن بالزواج و لديهنَّ حاجة جنسية.
رغبة بعض الرجال في إخفاء الزواج الثاني أمام زوجته الأولى و أولادها، لتفادي المشاكل و دمار العائلة.
سفر الرجل إلى بلد معين و بقاؤه فيه لمدة طويلة نسبياً.
كيفية الزواج المسيار
خلو الزوجين من الموانع التي تمنع صحة النكاح العادي كالمحرم من النسب أو الرضاعة، و الاختلاف في الدين كأن يكون الرجل مسلم و المرأة وثنية، أو كون المرأة مسلمة و الرجل غير مسلم أو في عدة، أو أحدهما محرماً، و يستثنى من الاختلاف في الدين جواز زواج المسلم بالكتابية بشرط أن تكون عفيفة.
الإيجاب و هو أن يُوافق ولي الأمر على زواج ابنته كأن يقول الولي أو من يقوم مقامه عند العقد " زوجتك فلانة ".
القبول و هو أن يُوافق الزوج على الزواج من زوجته.
رضا الزوجين، و وجود الشهادة على عقد النكاح، ويُعقد للمرأة وليها كما أمر الله عزوجل، وأحق الأولياء بتزويج المرأة والدها، ثمَّ جدها، ثمَّ ابنها، فالأخ الشقيق فالأخ للأب، ثمَّ الأقرب فالأقرب.
الفرق بين الزواج المسيار و زواج المتعة
المتعة مؤقتة بزمن معين، على عكس زواج المسيار لأنه غير مؤقت ولا يُمكن أن يحل عقد الزواج إلا بالطلاق.
لا يترتب على زواج المتعة أي شيء من وجوب النفقة وتأمين المسكن للزوجة والعدة عند الطلاق والميراث ما عدا إثبات النسب، بخلاف الزواج المسيار الذي تترتب عليه جميع الأشياء السابقة عدا المسكن، والنفقة، والمبيت.
لا طلاق يلحق المرأة المتزوجة للمتعة بخلاف زواج المسيار.
الولي و الشهود ليسوا من شروط زواج المتعة، و يمكن للرجل التمتع بأي عدد من النساء بخلاف الزواج المسيار.
No comments:
Post a Comment