لأننى كنت من أوائل الحافظين والحافظات من القسم الأدبى بالمرحلة الثانوية فما زلت أتذكر أننى درست شيئاً ما فى مادة التاريخ عن شىء ما يسمى "طريق الحرير"، وهو الطريق البرى الذى وصل فيه الإسلام إلى مناطق تركستان الشرقية فى عهد عثمان بن عفان، انقطعت الصلة تلقائياً بمجرد الحصول على الثانوية العامة بينى وبين التاريخ وبين كل الطرق الحريرية والقطنية وغيرها.
وليس هذا مدعاة للفخر ولكنه تقريراً للواقع الذى يفصلنا فصلاً عن التاريخ، ثم يؤدى بنا إلى الضياع عملاً بالمقولة الخالدة "من ليس له تاريخ، ليس له مستقبل".
المآسى وحدها، والقهر، والظلم هم الأبطال الذين يعيدوننا إلى التاريخ، أو يعيدونه لنا، لا فرق.
فإلى جانب أخبار مقتل مروة الشربينى، يمكن لمشاهد الدماء التى تراها على الفضائيات الإخبارية، والتى تتساقط من أجساد بعض الفتيات، مع دموعهن أن تسترعى انتباهك إذا ما أفقت من غيبوبتك واسترجعت التاريخ، فلربما تجد خيطاً ما حريرياً أو حتى حبلاً بلاستيكياً صينياً يربطك بهن وبهم.
حاولت التأكد مما يحدث فى الصين، وعلى أحد المواقع الرسمية الصينية.. وجدت التالى:
" أدى آلاف المسلمين من جماعة الويغور العرقية صلاة الجمعة اليوم، وتضرعوا إلى الله من أجل أن يعم السلام مدينة كاشجار بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غرب الصين.
تعد هذه أول صلاة جمعة عقب أحداث شغب الأحد فى أورومتشى، حاضرة منطقة شينجيانغ، والتى أدت إلى مصرع 184شخصا. وفى مسجد عيد كاه، أكبر المساجد من نوعه فى الصين، أدى الصلاة حوالى ثلاثة آلاف مسلم، وكان موضوع الخطبة " السلام والتناغم".
وذكر الإمام ميماى طوسون ييمينغ، الذى يعمل فى واحد من بين 180 مسجدا فى كاشجار، ويعظ مئات المسلمين يوميا أن عقيدة الإسلام تحظر إيذاء الأبرياء.
وقال إن "بعض المؤمنين يفسرون القرآن بنظرة متحيزة لسوء الحظ، ويرتكبون الجرائم متجاهلين التعاليم الدينية".
وأضاف ميماى طوسون "إن هذا أمر مفزع. بيد أنهم ليسوا سوى حفنة من التفاحات الفاسدة".
تعد كأشجار بلدة هامة تقع على طريق الحرير القديم.
ومعظم سكانها من مجموعة الويغور العرقية.
وقد أدى هجوم إرهابى وقع فى أغسطس العام الماضى على شرطة الحدود فى البلدة إلى مصرع 17 شرطيا.
وبعدها بعام تقريبا، أصبح سكان البلدة فى دائرة الضوء.
كان اليوم (الجمعة) يوما هادئا فى كاشجار.
كانت الأكشاك تعرض مختلف الوجبات السريعة ذات النكهة المحلية فى الشوارع، وشوهد الناس يتسامرون، ويساومون فى هذا السوق المزدحم.
وصرح جيلاف ستيك (82 عاما) من أرباب المعاشات من الويغور، لوكالة أنباء (شينخوا) أنه يشعر بالسعادة بأن يعيش وسط مجموعات عرقية مختلفة.
وذكر جيلاف وقد تهلل وجه المائل إلى الحمرة والملئ بالتجاعيد بابتسامة أن "شينجيانغ هى الوطن الأم للعديد من المجموعات العرقية المختلفة، وقد عاشوا معا فى سعادة معظم الوقت طوال التاريخ".
وأضاف "أنا نفسى لى أصدقاء مقربون من الهان والمجموعات العرقية الأخرى، وهذا ينطبق أيضا على ابنى وزوجته". وأتفق معه فى هذا الرأى العامل المتقاعد ييمينغ تور هونغ (60 عاما).
وقال ييمينغ إن "أسرتى تتلقى 680 يوان (مائة دولار أمريكى) معاشا شهريا من الحكومة، ما يسمح لنا بالعيش حياة كريمة".
وأضاف "إننا نستمتع بحياتنا. ويحق للناس أن يكونوا ممتنين لذلك، أليس كذلك؟".
بحثت بين الصور والمشاهد التى تعرضها الفضائيات من قلب الحدث لأجد لوناً من ألوان الاستمتاع وحتى أشعر أنا الأخرى بالامتنان للحكومة الصينية فلم أجد، سألت عن سر بكاء هذا الكم غير العادى من الفتيات والنساء على الأخص فعلمت أن الحكومة الصينية.
قررت منذ سنتين نقل مائة ألف فتاة أويغورية من غير المتزوجات
(أعمارهن ما بين 15 و25 سنة) وتوزيعهن على مناطق مختلفة خارج شينجيانغ. وأن الفتيات كن يجبرن على السفر، دون أن تعلم أسرهن شيئا عن مصيرهن، وكان ذلك من أسباب ارتفاع نسبة الاحتقان ومضاعفة مخزون الغضب بينهم.
ولن أستطيع أن أسرد الآن ما يعانيه من يعيشون فى شينجيانغ، وهى ثانى أكبر أقاليم الصين إنتاجا للبترول، ومع ذلك ممنوعون من العمل فيها ومحرومون تماماً من خدمات البنية التحتية ومفروض عليهم البقاء فى الأرياف القاحلة يعيشون فيها على الزراعة بوسائل بدائية جداً، فما كتب كثير وتستطيع أن تطالعه على صفحات الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية، طالعوه من فضلكم ولو.. للتاريخ.
ولنكتفِ بأن نوجه التحية لنجاد الذى يتاجر بالقضية كما تاجر بقضية مروة، ونتأسف أننا لم نتعلم حتى أن نتاجر مثله. وتحية أخيرة لرجب التركى الذى يقوم بمحاولات لكى "يحوش" الغول الصينى عن مسلمى الصين ولو تحت دعاوى عرقية أو إرهابية، وذلك حتى إشعار آخر يفيق فيه رجب العربى من الاكتفاء بأن "يحوش" صاحبه عن هيفا.. وفقط!
معلومة
الفرقة الصينية "ماى دريم" هى نجمة المهرجانات لصيف العام 2009 فى صور فى لبنان.. هذا "دريمهم" فماذا عن دريم الإيغور..
لا أحد يعرف؟!
سؤال أخير..
هل ستشترى عزيزى القارئ فانوس رمضان الصينى السنة دى؟!
إذا اشتريته فتذكر.. شينجيانجاااه.
ناهد إمام
No comments:
Post a Comment