تاريخنا الإسلامي يحفل بسير العظماء والقادة الذين تركوا بصماتهم واضحة على ما قدموه إلى الإسلام والمسلمين. لكننها شخصيات حبيسة الكتب، حتى استغل الغرب ذلك فقام بتشويه صور الكثير من شخصياتنا التاريخية، ولطخ تاريخها الناصع البياض.
من هذه الشخصيات أمير البحار ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺮﺑﺮﻭﺳﺎ.. وﺍﺳﻤﻪ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺧﻀﺮ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻭﻟﻘّﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﺷﺎ، ﻭﻋُﺮﻑ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ بـ"ﺒﺎﺭﺑﺎﺭﻭﺳﺎ" ﺃﻱ "ﺫو ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ"، امتاز بالقوة والدهاء والإقدام والشجاعة، ذو صلابة في الجهاد وقناة لا تلين، إلى جانب تصميم وعزم لا يتطرق إليهما أي ضعف، ونظرة صائبة خاطفة، لا تكاد تخطئ التقدير ولا التدبير، وجرأة واندفاع لا يباليان بالصعوبات، ولا يحسبان حساباً للعقبات، أبرع مَنْ ركب البحر، وقاد السفن، يعد شخصية أسطورية بكل المقاييس، فقد تحولت حياته إلى نوع من الأسطورة التي تتجاوز الواقع لتحلّق في ما ينسجه الذهن من صور متناقضة من البطولة أو الإرهاب بلغة أيامنا هذه.
إن مجرد ذكر اسمه يجعل الأسطورة الخارقة والخيال الجامح يمتزجان بالحقائق التاريخية، فهو عندنا - نحن المسلمين - محرر المستضعفين خاصة في سواحل شمال إفريقيا والأندلس، وهو بالنسبة للأوروبيين قرصان مارد، تكبدوا على يديه خسائر فادحة في الأرواح والثروات.
ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺣﺎﻛﻢ ﺇﻳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ، ﺛﻢ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ سليمان ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻘﺎﺋﺪاً عاماً ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ الإسلامية، ﺳﺤﻖ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺳﻄﻮﻝ ﺷﺎﺭﻝ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺮﻳﻔﻴﺰﺍ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣّﻨﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ دولة الخلافة ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻟﻤﺪﺓ 33 ﻋﺎﻡاً، ﻭﻗﺎﻡ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺈﻧﻘﺎﺫ 70 ألف ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻧﺪﻟﺴﻲ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎً ﺃﺳﻄﻮﻝاً ﻣﻦ 36 ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ 7 ﺭﺣﻼﺕ.
بطل إسلامي قل نظيره في تاريخ الإنسانية جمعاء، رجل كله عزة وكرامة ، ومنعة وسؤدد، مجاهد في سبيل اللّه ، لم يكن قرصانا متعطشا للدماء كما يصورونه ، بل كان بطلأ يعمل لإنقاذ دماء اَلاف المسلمين التي كان يسفكها أجداد الغرب المجرمون ! ، وهو قائدٌ عثماني من أب ألباني وأم أوروبية أندلسية هربت بدينها من إرهاب محاكم التفتيش الصليبية في اقبية كنائس إسبانيا، شاء اللّه أن تنجو هذه الأم البطلة من معسكرات التعذيب الصليبية في الأندلس لتقص عليه وعلى إخوته قصص التعذيب البشعة التي تعرض لها أخوالهم في الأندلس ، وتروي لهم حكايات المقاومة الشعبية الإسلامية الباسلة لمسلمي الأندلس الذين رفضوا عبادة الصليب على عبادة اللّه ، فزرعت هذه الأم المجاهدة روح الجهاد في نفوس أبنائها منذ نعومة أظافرهم،
وهنا يأتي دور الأم المسلمة صانعة الأبطال !
كلما قرأت أكثر أيقنت أن الذي نجهله في تاريخنا نحن يعرفه هؤلاء القوم، بعدما درسوا تاريخنا جيداً ووعوه جيداً واستفادوا منه أكثر مما استفدنا نحن، إن من الأمور المفرحة والمحزنة في ذات الوقت أن ينوب أعداء المسلمين عن المسلمين في قراءة تاريخهم، وأن يستطيع مجموعة من مزيفي التاريخ من مستشرقين ودارسين وبسهولة أن يزيفوا حقائق التاريخ ويروّجوا الأكاذيب ويضخموا الأخطاء ويبدون المثالب.
ولو سألت عن ذي اللحية الحمراء والعين الواحدة والقدم الخشبية في أفلام هوليوود لقالوا لك إن ذلك هو "القرصان"، والحقيقة التي لا يريدون لنا أن نعرفها أن "بربروسا" من أعظم قواد الأساطيل البحرية على الإطلاق، خاض المعارك الحربية البحرية، وفتح للمسلمين بلاداً عديدة، وحرر كثيراً من البلاد المحتلة، ووجّه ضرباته القوية المؤلمة إلى أعداء الإسلام، فكسر شوكتهم، وهزم جيوشهم، وذاع صيته في أوروبا كلها، فاطلقوا عليه "ذو اللحية الحمراء
No comments:
Post a Comment